عتبر دائرة النساء او ما يعرف ب Women Circle. ورشة عمل فقط للنساء حيث تأخذ كل واحدة منهم مكانها في الدائرة وتتتبع الإرشادات العامة التي تسهل المحادثة الحقيقية. ويبدأ الحديث فيتعلم المشاركون طرقًا جديدة للتحدث والاستماع إلى الآخرين.
لم تقتصر مشاركتي الرائعة ب برنامج زمالة “هيا 2″ مع مؤسسة “مبادرة السلام العالمي” على ساعات التأمل بل كان هناك ورش العمل اثرت مخزوننا الحسي والثقافي. من احدى الأشياء التي اثرت بي هي دائرة النساء التي استمرت لمدة ساعة ونصف. يكون شكل الدائرة غير هرمي – حيث يكون لكل شخص أهمية متساوية. وقد انطوت على وضع النية، والتعلم، والمشاركة.
لمعرفة المزيد عن تجربتي في زمالة هي الثانية للنساء العربيات، اضعطوا الرابط
تجمعنا كحلقة في قلب الطبيعة مشاركات منظمات ومتطوعات حيث قامت مدربة مهارات الحياة “جيهان ” بإدارة الحوار ومساعدتنا في إيجاد الحلول. قامت الزميلات بطرح المشكلات الاجتماعية التي تواجهن كنساء في العالم العربي والتي تتراوح من نظرة المجتمع وضغوطاته وإصرار الاهل على التمسك بالعادات البالية وارضاء المجتمع وغيرها من الأشياء. ورغم الأشياء التي تجمعنا كان لكل منا وجهة نظر فريدة وكأنك في مشهد للقطع الثمينة حيث كل قطعة تثري الكل. وقد طغى جو الاحترام وتقبل الاخر على الدائرة.
وما لفتني ان ما ذكرته بعض الزميلات ينطبق على شخصيا واستنتجنا ان هذه المشاكل لا تعرف حدودا جغرافيا. والمميز بهذه الدائرة انها تعدت حدود النقاش والاخبار لنصل الى حلول وخطوات يمكن تطبيقها على أرض الواقع. كانت الدائرة حاوية للحقيقة وشاهدة على الشفاء والتحول.
الكثير مما حدث كان غير مرئي وكأن مطالب العالم الخارجي توقفت. كانت هذه الدائرة فرصتنا لان نجلس معا ونتعرف على شخصيات زميلاتنا أكثر. كما استطعنا مشاهدة احتياجاتنا الشخصية وملء أكوابنا بأدوية المجتمع النسائي الحاضر. كل واحدة منا في مكان مختلف من رحلة حياتها، ولكننا اخترنا السفر الى مكان محدد ومشاركة قصصنا. الرفقة التي قدمناها لبعضنا البعض لا تقدر بثمن. استطعنا أن نتعلم الكثير من بعضنا لأن كل منا جلب تجاربه وطاقاته الفريدة إلى المجموعة.
من خلال إفساح المجال لآمالنا، للمخاوف والضحك والأحلام والدموع يمكننا أن نزيل القلق والحكم والضغط الذي نحمله مما يخلق لدينا مساحة للتنفس والنمو والعطف العميق تجاه أنفسنا ومن ثم العائلة والعالم من حولنا.
صحبح ان الدائرة حلت وان البرنامج انتهى لكننا لا نزال قادرين على الاستفادة من القوة الخلاقة التي تولدت واستخدامها لتغذية هدفنا المحدد على هذا الكوكب. والمزايا التي حصدتاها كأفراد أصبحت بركة علينا وعلى احبائنا لأنه عندما تتمتع بالسلام الداخلي سيعم السلام محيطك ثم مجتمعك.