يقول الله عز وجل: “لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ”.
المعطي؛ اسم من أسماء الله الحسنى، ويروى أنّ رسول الله (ص) ما سأله أحد شيئًا إلّا وأعطاه.

للعطاء أنواع عدّة، ففي بعض الأحيان يكون المُعطَى علمًا أو مالًا أو جاهًا أو دمًا أو جهدًا أو وقتًا.  فالسلوك الإنساني والتعاطف مع الآخر وإعطائه الوقت لسماع شكواه ومساعدته هو عطاء سامٍ، ولو لم يتضمن منفعة مادية. فالابتسامة عطاء للآخرين وقد تتفوق في بعض الأحيان على العطاء المادي.

شاركْتُ في تحدي سكون وسلامالمتمثل بالتخلي كل يوم عن ثلاثة أشياء من خزانة ملابسنا لمدة اسبوع. في البداية كان سهلًا عليّ انتقاء الأشياء لأننا كنّا ننتقل من فصل إلى فصل. وبعد مرور حوالي الثلاثة أيام، أصبحت الخيارات ضئيلة وأصبح الموضوع أصعب. أخذ مني الانتقاء وقتًا أكثر ولكني أكملت التحدي. أحببت ذلك كثيرا وأتمنى أن ينتشر العطاء والسلام في مجتمعاتنا. 

تعلمت من هذا التحدي أهمية العطاء وهو ليس التبرع بمبلغ من المال أو إعطاء ما لا نحتاجه فقط، بل هو اقتناء ما نحتاجه والتبرع بما يزيد عن حاجتنا. كما أنّ له منفعة على الصعيد النفسي، فالعطاء يبعث المشاعر الإيجابية ويقلل من النزعات السلبية. أثبتت بعض الدراسات أنّ العطاء يعزز فرزهرمون “الإندورفينمما يؤدي إلى ارتفاع المزاج. فليس أفضل من أن تعطيَ شيئًا للآخر ومن دون انتظار أيّ مقابل.

إنّ العطاء يساعد على التمييز بين الأنانية ومحبة النفس. فالأنانية تتمثل بالإجحاف في العطاء بينما محبة النفس تتجلى بالرغبة في تطويرها والسعي إلى الكمال والعيش بوعي. والتطور وبلوغ الكمال يتعزز بالعطاء. فالذي يحب نفسه يعطي الآخرين وينشر المحبة في محيطه. لذا علينا تعزيز المبادرات التي تدعو إلى العطاء وتشجيعه وذكره خلال عملنا وخلال جلسات التأمل لنصل إلى عالم يملؤه التسامح والحب والخير والتعاون

يقول أبراهام لنكون: كلما تقدّم عمرك ستكتشف أنّ لديك يدان، واحدة لمساعدة نفسك، والأخرى لمساعدة الآخرينفلنمدد أيدينا للخير. وأختم بالقول أنّ تجربتي في هذه الحياة علمتني أن العطاء هو أجمل شيءٍ في الوجود.