لقدْ صارَ قلبي قابلاً كلَّ صورة ٍ فمَرْعًى لغِزْلاَنٍ وديرٌ لرُهْبانِ"
وبَيْتٌ لأوثانٍ وكعبة ُ طائفٍ، وألواحُ توراة ٍ ومصحفُ قرآنِ
"أدينُ بدينِ الحبِّ أنَّى توجَّهتْ رَكائِبُهُ فالحُبُّ ديني وإيماني
القصيدة كاملة من هنا

بتلك الأبيات عبّر الشاعر “ابن عربي” عن مفهوم الحب والقبول الكامل الغير محدود وهو مفهوم الحب الغير مشروط

 

التاريخ

الغريب أنّ مفهوم الحب الغير مشروط عبّرت عنه كثير من الحضارات والديانات التي سبقت ابن عربي حتى أنه ورد في أحد نصوص الحضارة المصرية القديمة وهذا يدّل أن المفهوم موجود منذ وجود الإنسان

يعتبر “الحب” من أكبر المفاهيم التي تحتاج للكثير والكثير من الحديث والمؤلفات عنه ، حيث أنّ له درجات مختلفة، بِدءًا من حب الأم لوليدها، فحب الأبناء لآبائهم، والحب بين الزوجين، والعديد من الأمثلة والمفاهيم عن درجات الحب المختلفة والتي جعلت قيس يفقد عقله من مشاعره تجاه ليلى. فشهد التاريخ عددًا من التضحيات، وأفنى الشعراء من كل أنحاء العالم أعمارهم في التعبير عن ذلك

الحب الغير مشروط هو أحد تلك الدرجات المختفة من الحب، ولكن بشكل ما يكاد أن يكون الشكل الأشمل للحب بكل درجاته، لأنه وكما قام “ابن عربي” بالتعبير عنه، هو قبول كامل غير محدود لكل الكائنات والأشكال، وهو رؤية لما تحمله الحياة من ألوان وبهجة ومشاركتها مع الآخرين

 

المفهوم

يتلخص مفهوم الحب غير المشروط في ذلك العطاء الكامل والغير محدود لكل شيء لدرجة التضحية في بعض الأحيان أو تفضيل الآخر، وقد يكون الآخر أي كائن حي وقد يكون قيمة معنوية

ذلك التصور المثالي يساعد الكثير في رفع الوعي النفسي والمعالجة النفسية، ولكنه قد يؤدي إلى تصورات مثالية غير واقعية عن العلاقات الإنسانية،  مما يساهم في الاحساس بالإحباط الذي قد يقوم بدوره  في إلقاء الأحكام على الآخرين لأنهم لا يعرفون للحب الغير مشروط أي معنى

 

التأمل واليقظة الذهنية

هنا يأتي دور التأمل واليقظة الذهنية في الحفاظ على التوازن النفسي والذهني، حيث أن التأمل هو التوازن بين اليقظة الكاملة والاسترخاء الكامل، وذلك ينعكس على الحالة البدنية والاقتصادية والاجتماعية وأيضًا الذهنية
كما يساعدنا على موازنة المشاعر البشرية، التي تتميز بالتغير والتنوع وشدّة العاطفة والتأثر

 

 

دور التنمية الذاتية

Programa de desenvolvimento
برنامج التنمية الذاتية

تعتبر التنمية الذاتية من أقوى الوسائل لتغيير العالم وجعله مكانًا أفضل، فعندما يتغير الفرد فإنّه يقوم بالتأثير على الدوائر الاجتماعية من حوله، ليتأثر أفراد العائلة والأصدقاء وهكذا

وإحدى الطرق لجعل تجربة التأمل أكثر عمقًا، هي التنمية الذاتية عن طريق المطالعة والقراءة والاحتكاك بكافة الثقافات وتقبل الاختلافات ومناقشتها؛ أي أننا  نمارس حب وتقبل غير مشروط تجاه مصادر المعرفة المختلفة حتى نكون نماذج أفضل من أنفسنا التي نعرف

 

كيف نتأمل وننشر الحب الغير مشروط

عندما نتأمل، سنبدأ بسؤال أنفسنا بعدة أسئلة منها: هل أقوم بالتمرين بالشكل الصحيح؟ ما الذي يجب أن أفكر فيه؟  كيف أصل إلى أعلى درجات التأمل؟
ولكن لا داعي للتفكير في كل ذلك، لأنّ الأهم هو أن نتقبل أنفسنا أولًا، أن نهدي ذلك الوقت لأذهاننا فقط، أن لا نفسح مجالًا للتحكيم أو المقارنات، وأيضًا أن لا يكون هناك أيّة اعتبارات إلّا للتقبل الكامل لقدراتنا وأنفسنا

بمجرد أن نغمض أعيننا، لا نهرب من العالم بل إننا نقوم بملاحظة ما في أذهاننا، لا نحكم على أفكارنا أو مشاعرنا، بل نتنفس ولا ندع أذهاننا ترتبط بأي ذكرى أو فكرة أو شعور، لا نرتبط إلا بأنفسنا

التأمل لا يعد طريقة للعزلة أو الهروب من العالم، بل هو طريقة لرؤية العالم بشكل أفضل لرؤية الضوء في أحلك فترات الظلام

 

 

دور المتأملين في نشر السلام والمحبة الغير مشروطة

عندما نتقبل أنفسنا ونتقبل قدراتنا وأفكارنا ولا نتعلق بها، في تلك اللحظة، نشارك تلك السعادة وذلك الحب الغير مشروط مع الأسرة والأصدقاء والمعارف، ثم نشاركها مع من نراهم في الحياة، ثم نشارك ذلك الحب والتقبل مع العالم كله، ليتحول دورنا كأشخاص نتأمل إلى  سفراء للسلام، ننشر قيم التسامح والمحبة والتقبل الغير مشروط مع العالم

 

 

يعتبر الحب غير المشروط من العادات التي تحتاج للممارسة والتطوير.إضافةً إلى أنها أحد أهم وسائل التنمية الذاتية، يمكنكم تجربة برنامج التنمية الذاتية المجاني من خلال الموقع، وشاركونا تجاربكم

دمتم بحب وسعادة وسلام.