بدأت رحلتي مع التأمل عندما أيقنت بأنني أعاني من اكتئاب حاد، وبعد محاولتي لفعل كل شيءٍ  للخروج من تلك الحالة!


كنت قد قرأت قبلها الكثير عن هذا الأسلوب للعلاج روحانيًا ولم أؤمن تمامًا بأنه سيكون حلًا سحريًا لما كنت عليه
.
كان هذا في العام ٢٠١٥ وتحديدًا، عندما قررت أن أتقدم لمنحةِ التأمل والفنون المقدمة من مبادرة السلام العالمي في مملكة تايلاند في .رحلة معرفة للذات


نعم، وجدت نفسي وخرجت من تلك الحالات النفسية والهستيرية التي كانت تصيبني والتي ارتبطت بأمور شخصية كانت أقوى من أن تعالج عن طريق محلل نفسي. فلم تكن حالتي بحاجة إلى أدوية وطب نفسي، والسبب كان بسيطًا وهو أنني لم أعرف يومًا معنى للسلام 
الداخلي.


أدركت حينها بأني ولدت من جديد وقد بُعث في أعماقي أمل لاستقبال الإيجابية التي فقدت الاحساس بها
.
ابتعدت تماما ولمدة ثلاثة أسابيع كاملة عن جميع وسائل الاتصال وتحديدا؛ وسائل التواصل الاجتماعي! لم أتكلم صوتيًا مع أي أحد من خارج الجزيرة التي كنا نسكنها.
ستة وعشرون شخصا من مختلف بلدان العالم من أعراق، أديان، أيدولوجيات وثقافات مختلفة، يجمعنا حب الفنون ويجمعنا البحث عن سلامنا الداخلي!

 

لم نكن نعرف آنذاك أننا قادمين حقًا لنتغير، لا بل وأننا سنصبح يومًا ما قادريين على تغيير الآخرين بامتصاص سلبياتهم ونشر الإيجابية في نفوسهم. بدأنا بالتعارف، بالتعلم، بطرح الأفكار ومناقشتها، بعمل تجارب فنية وخلق دائرة إبداعية فيما بيننا، بتطبيق التركيز وتمارين التيقظ الذهني، وكل ذلك كان بمساعدة تمارين اليوغا والتأمل.

لم أدرك قبلًا بأنني لم أستطع أن أتنفس بطريقة صحيحة في حياتي ولكم أن تتخيلوا مقدار ما نقوم بخسارته كل يوم من أكسجين يرفع تلقائيا للدماغ فينشط خلاياه، وذلك فقط لعدم معرفتنا بفعل ما هو بديهي كالتنفس

 

جلسات جمعتنا ولن ننساها.. المشاركة في صنع الأعمال الفنية بحب هو مفتاح لسعادة الروح

تغيرت نظرتي لكثير من الأشياء التي أدركت بعدها بأنها لا شيء، وأصبحت أتخيل نفسي داخل فقاعة صابونية تأخذني وتطير بي عاليا، تحلق بي في الأفاق ولكن، يجب أن أكون حذرة ومتيقظة وبنفس الوقت هادئة ومستمتعة لئلّا أقوم بأي حركة خاطئة تعود بي إلى نقطة الانطلاق.. نقطة الصفر!

هنا تحديدًا، تعلمت كيف أقوم بموازنة مشاعري وأفكاري، بموازنة قلبي وعقلي وجسدي، بعدم التسرع والتأني، باتخاذ القرار في الوقت الصائب وبإدارة وجهتي وإرادتي وتوجيهها لحياتي الأفضل! نعم، حياتي الأفضل.. هنا عرفت ما تعنيه كلمة سلام!

أشجارـالمطاط
تأمل جمال الطبيعة في مستخلص أشجار المطاط

سلام!! وما أجملها من تعويذة لتبدأ وتنهي بها يومك!  في مكان ساحر، هادئ، طبيعي خال من الكذب والمجاملات، مليء بالحب والسكون.

أدركت حينها بأن كل شيء خلق على هذا الكوكب جميل، وأصبحت بعد أن كنت أرى أسوأ ما في الشيء أن أرى أجمل ما فيه، فمن تلك الأشياء على سبيل المثال خوفي من الحشرات، فأصبحت لا أبالي حيث كنت أجلس أحيانا للنظر على الرسومات النمطية على أجسامها!

عدت هنا إلى بلدي وكلي حب وتفاؤل محاولة تجاهل كل شيء كان في الماضي وخلق حياة وأسلوب جديدين يرياني أفضل ما في نفسي لأستطيع رؤية أفضل ما في الأخرين.

أصبحت فيما بعدها مدربة للسلام.. وبرغم كل ما يحدث في يومي وبرغم أن طبيعة عملي الأصلي تتطلب لوقت طويل للانجاز، إلا أنني لم اتخلى أبدًا عن إيجاد وقت لنفسي لممارسة التأمل يوميًا..


وها أنا ذا أكتب لكم مدونتي العربية الأولى وأعدكم بالمزيد
. وأقول لكم: “إن كنتم تريدون سلامًا ذهنيا، فقوموا بالتوقف فورًا عن محاربة أفكاركم!!”

كل الحب،
سلواك