بداية قصتي مع التأمل

التأمل كلمة تحمل الكثير من المعاني لأن لكل واحد تجربته. وهذه التجربة تجعله يتبنى تعريفًا معينًا أوأن يخلق تعريفًا جديدًا.تجربتي الأولى مع التأمل كانت في ربيع 2015 عندما كنت في نيبال لدراسة اليوغا. كان المدرب يبتدئ حصص الرياضة بالتأمل. وحينها قمنا بتجربة تقنيات التخيل والابتهال والنيدرا (يوغا النوم) وفحص الجسد. دائمًا ما كان يوصينا بإغلاق أعيننا أو فتحها مع التركيز على نقطةٍ معينة. استمرت محدودية التجربة لعشر دقائق في حصص اليوغا إلى أن  تعرفت بعدها على “مبادرة السلام العالمي”.

قمت بإنشاء حساب على موقعنهضة السلاموبدأت برنامج الـ 42 يوم لتطوير الذات. ابتدأت بعشرة دقائق واستمر وقت التأمل في الازدياد حتى شاركت في زمالة المؤسسة الإقليمية للنساء العربيات ” هي 2″. هناك استمتعت ب أربعة ساعات من التأمل يوميًا مع إمكانية طرح الأسئلة على الراهب باسورا واثنتان من المدربات المحترفات هن نسرين وأسيل. بعد عودتي من الزمالة، قمت بإكمال برنامج الـ 42 يومًا فأنهيته، لتصبح العشرين دقيقة التي كنت أتأملها قبل المشاركة ب هي2 تصل إلى ما يزيد عن الساعة يوميًا.

ماذا تعلمت من برنامج تطوير الذات؟

خلال الـ 42 يومًا، تم شرح وتعليم عدد من التقنيات التأملية مع كيفية الجلوس ، واختيار المكان. تعلمت من خلاله الاستعداد للتأمل واختيار المكان المناسب، وكيفية الجلوس بوضعية مريحة تضمن أطول مدة من التأمل ، وكيفية وضع يد اليمين فوق اليسار لضمان تدوير الأكتاف واستقامة الظهر. في البداية لم يكن الأمر سهلًا ، ولكني لم أتوقف واستمريت بالمحاولة. خلال التدريب، بعض الفيديوهات كانت تعاد لتركيز الفكرة والتمرن عليها أكثر، وقد كان هذا أمرًا مساعدًا.

مراحل التأمل

بعد الاستعداد للتأمل وإغلاق العينين، كان الراهب في الفيديو يختار احدى التقنيات. ففي أول أسبوع، كان الاختيار واقعًا على أسلوب التخيل، حيث يخلق العقل مكانًا هادئًا داخله ليبحر به. كنت أحب تخيل البحر بسبب حبي الكبير له، فكان ذلك يساعدني على الهدوء التام. ثم اعتمد الراهب مبدأ الابتهال في التأمل، حيث يختار المتأمل ابتهال (عبارة أو كلمة) يرتاح لها ويكررها حتى الهدوء. كنت أردد سبحان الله حتى أدخل في حالة التأمل العميق. في بعض الأحيان يشرد العقل فلم أنفعل لذلك،  بل كنت أشاهد بدون أن أحكم على ذلك. كما كنت أعتمد التركيز على التنفس، فقد كان مساعدًا جدًا. كنت أعود إلى ترديد الكلمات بهدوء مرارًا وتكرارًا حتى يصبح التسبيح مناجيًا لعقلي.

كما علّمنا الراهب في الفيديو فحص الجسد ، فكان يركز على إزالة التوتر من كل جزء من أجزاء الجسد بالترتيب. وكنت أقوم بمحاولة إرخاء العينين والفم والأكتاف والحجاب الحاجز واليدين وأصابع القدمين وغيرهم. وبمجرد الانتهاء من إرخاء أجزاء الجسد، ينتقل الراهب إلى تقنية أخرى. التركيز على النفس، والتوحد مع الأفق، وتخيل الشمس هم أيضًا من التقنيات التي تمت تجربتها. فتقنيّة  تخيل الشمس جعلتني أشعر أنّي مركزٌ للطاقة ، وكانت تشحنني بطريقةٍ غريبة. ودائما ما كنت أشعر بوجع في فك الفم السفلي خلال التأمل وأظن أن ذلك شيءٌ جيد.

تأمل المشي

من طرق التأمل التي تركت في نفسي أثرًا وجعلتني أركّز أكثر في تنقلاتي اليومية هي المشي التأملي والذي قمت بتجربته للمرة الأولى في برنامج هي 2. وقتها، قمت بالمشي في الطبيعة وتعلمت تأمل الشجر وما يحيطني.أصبحت الآن أنظر للتفاصيل حولي خلال المشي أو السواقة.

تأثير التامل على حياتي 

ساعدني التأمل على التركيز أكثر والتخفيف من انفعالاتي،  كما أنه ساعدني على اتّباع نمط حياة صحي. احرص/ي على التأمل في نفس الميعاد يوميًا لتتمكن من اكتساب هذه العادة الحسنة. ولنشر هذه الثقافة قمت مع صديقتي رشا رستم،  التي تعرفت عليها ببرنامج هي 2 بإنشاء “نادي السلام” وهو نادٍ نقوم فيه بجلسات تأملية في بيروت وطرابلس.

انتهى برنامج ال 42 يوم وأنا أشعر بأني أفتقد شيئًا. لا أريد أن أصف حالتي بالإدمان، ولكن فوائد التأمل وسهولة طريقة الراهب في الفيديوهات جعلته محببًا ومريحًا. والآن أتطلع شوقًا للمرحلة الثانية.